الخميس، 24 سبتمبر 2015

استراتيجية السيطرة على النفس والإنتصار عليها

الرجل الذي سيطر على نفسه يبلغ أربه، فالسيطرة على النفس تصل بالإنسان إلى مبتغاه، وكل ناجح في مضمار التحكم بالنفس بلغ المراتب العليا، لأنه بتحكمه تسنى له تحسين تفكيره وعمله وتصرفه.
 رجل سيطر على نفسه، لأنه وضع نصب عينيه غاية أسمى وأصرّ عليها أو لانه أُولع بالغاية الأسمى ولعاً مخلصأً منزهاً.
ورُبّ رجلٌ شُبّع بالخيبة المرة، لأنه لا يجد في ذاته الكفاية الذهنية، والمقدرة العقلية، ويشعر مع قماءة هذا التوقد الذهني بضآله نفسه، فالضمور هذا غزو يسلبه طاقة الجد والإجتها والإقدام على عمل كبير والبحث والتحصيل والتحقيق، وكلها أمور تتطلب النباهة والتنبه واليقظة والمثابرة. علة هذا الرجل تكمن في نفسه المتزعزعة، هذه العلة فتّت في عضده. وما هي والله إلا الإضطراب العاطفي الذي يجعله يرتمي في أحضان التأثر والإنفعال والغضب.
وأخر ينتابه مرض فيهنُّ عظمه وجلده، ويتهافت ويكون مصيره مظلماً كما كان ماضيه، لأنه سريع الإستسلام، لا يقاوم. لقد أثبت التحليل الذي قام به رواد علم النفس أن الذي يُكثر من التذمر والتلوع هو مخلوق يدور على نفسه حتى تصاب بالدوار ويحل بها البوار! هذا الرجل الملتف على نفسه لا يعتم أن يفقد قدرته على الحكم والسيطرة ويفقد مع هذا الخسران احترام الغير له.
هو في خطر ويجب عليه به أن يحزم أمره، أن يقول بأعلى صوت " لا ... أجل أن يقول لا ..." إذا كانت " نعم " كلمة تصدر عن حرج أو خجل أو تجاوب أعمى، أو تأثر، أو انسياق مع عاطفة.
هو في خطر، ويحب عليه أن يُحجم عن عمل لا يكون التبصر باعثه ولا التفكير قادح زنده وواري ناره، حريٌ به أن يقول " لا " بشجاعة قبل أن يكوّن الرأي ويرتاح إلى العمل، ويثق بنجاحه.
بهذا الأسلوب يتسنى للرجل أن يتحرر من البلبلة ويعمل العمل الذي يحسنه، ويُعرض عما يتردد فيه وربما يتردّى فيه أن أقدم بتهور وقلة تبصر. وبالسيطرة الرشيدة يستقيم المعوج، وتنفتح السبل، ويصبح الرجل انساناً سوياً.
فمن أين يبدأ الرجل، في أي شئ يبدأ، في اقتحام الحلقات المفرغة، أو في تفكيكها ؟؟ فليرتب أموره كما يجب فلا يأخذ بضروب من المحاولات العميقة، ولا يكابر ويغالط تمشياً مع النفس المضلة المذلة، ليبدأ بالتفكيك،  ليبدأ فلا يترك موطن ضعف تنمو فيه جراثيم الأخطاء. فالذي لا يعبأ بالخطأ ياخذ بتلابيب الخطأ، ولا يلبث أن يصبح هو خطأ مجسداً.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق