الأحد، 11 أكتوبر 2015

طاقة الجسم الصحيح والمحافظة عليها من الهدر

كما يقال الصحة أعظم ثروة، والطريق إليها ليس طريق الملوك، إنه طريق الكد والأشواك، وصيانة الصحة واجب مقدس والقلة تعرف أن هناك ما يسمى " الصحة الأخلاقية" ...

من من الناس يملك القدرة على الإحتفاظ بالتوازن العضوي الكامل المتواصل؟ من يكون في منجاة من الأزمات الصحية؟ من يدرس هذه الأزمات ويعمل على معالجتها اتقاء لما يتبعها وينتج عنها؟ 
لا شك أن لكل حالة صحية حالة، أي أن لكل حاة صحية نوعية تؤثر في مسلك الانسان، وفي تصرفاته وأخلاقه وصحة هذا الأخلاق. ولا شك أن للحالة النفسية صدى قوياً وفعالاً في تطور الجسم وبنيانه، وفي توازنه وقلة توازنه. فالاستهتار على أنواعه، أو تلك العادات التي سبقت هذا الكلام إن انتصر عليها الرجل أو إن سلم منها فربأ بنفسه عنها، وكان الوصي الصالح على توازنه الداخلي، هان عليه الاحتفاظ بصحة جسمه، وهان عليه السيطرة على كل خروج عن القواعد  السليمة، واستطاع دون جهد أو بقليل من الجهد أن يسيطر على نفسه بإرادته، بهذا يحقق التأثير الصحي الايجابي على السيرة والأخلاق. 

الجسم حلقات

أعضاء الجسم سلسة من حلقات متصلة تشد بعضها بعضاً، والمقاومة الداخلية إن شابها ضعف فالمعني الوحيد هو تعرض حلقة ما لما أضعفها وأوهنها، معناه أن جدار المناعة رق وأشرف على النهش والفتك ! 
والعلة في الجسم القوي والضعيف على حد سواء، تتجه نحو مواطن الضعف (مواطن ضعف معينة) لا تكون المراقبة الذاتية فيها كافية، وهنا يليق بالرجل أن يجري الفحوص الشاملة لأجهزته الحيوية، الفحوص الدورية كل عام أو كل نصف عام، فمن شأن هذه الفحوص أن تكشف النقاب عما وهي ولم يظهر، وبالتالي يتسنى للمرء أن يصحح ويقوي ويرمم ويعالج فيسلم من شر مستطير ومن مرض خطير قد ينشأ في حين غفلة إن تركت الحلقة المصابة دوم معالجة. 
وليس من ريب في أن اختلال أي جزء من أجزاء البدن ( جهاز تنفسي، جهاز الهضم، جهاز الدم، جهاز الغدد ) يكون له صلة وسبب، ضعف في الأنسجة، فقدان التوازن في الجهاز العصبي، وغير ذلك من العوارض المرشحة للظهور. 

ويجهل الناس ما للقوة الروحية من أثر شديد مباشر في عمل الأعضاء والأنسجة والعضلات، فهي قادرة وحدها _ هذه الروح _ على إحداث التبادل الملائم، وإذكاء نار النشاط، والتعويض عن الطاقة المستهلكة. 
فالجسم يحوي التيار العصبي ويستولده، والجهاز الخاص يوزعه على الأوعية البدنية لتستمر أعضاء الجسم البانية في عملية البناء، وأي ضعف يطرأ على التيار هذا ينجم عنه المرض.
أما الطاقة النفسية وهي التيار الأهم والأقوى فإنها تعبر قاعدة النشاط الإرادي ومقومات الذهن والأساس الذي يتميز عن سائر المخلوقات، ويبرر امكانياته ومقدراته.
وأي تقصير في الطاقة النفسية أو أي عجز عن بذل الجهد المطلوب من شأنه أن يعرض الانسان إلى الضعف والاضطراب فلا يخرج من المأزق ولا يعثر على الحلول. 
وأي اسراف في احراق هذه الطافة يُحدث الخلل والاضطراب ، ولا بد للرجل من القصد في بذلها، وهذا الاقتصاد يتحقق متى اجتنب الحالات النفسية التي تشغل الذهن على نطاق واسع بلا مبرر ولا مسبب، وهذه الحالات يتولد منها انفعالات وتهيجات تحرق الطاقة وتستهلكها إلى أقصى حدود. 
ولا بد للرجل ما دام الأمر كذلك من نفي هذه الحالات النفسية بقوة وقساوة، ومتى فعل هذا يقطع شوطاً كبيراً من رحلة السيطرة على النفس. إنها حالات متعددة، بل كثيرة تتعرض فيها الطاقة إلى الاحتراق ، وقد تكون تطورات وأوهاماً، ولكنها مهما كانت صفتها تستنزف الطاقة في غير موجب. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق