السبت، 24 أكتوبر 2015

سر الوجود على الأرض والوجود

إنه المعجزة الإلهية الكبرى. سر الوجود وبقاء الوجود منذ البدء حتى الأزل، إنه السائل الحيوي مصدر الحياة بكل ما فيها من سعادة وشقاء وخير وشر وجمال وقبح وفقر وغنى. إنه السائل المنوي.
 
إحدى معجزات الخالق وربما أكبرها داخل جسم الإنسان - إذا كان بالإمكان قياس المعجزات بالمقاييس البشرية المحدودة - وأحد المبررات لأن تسجد الملائكة لآدم المخلوق اصلاً من الطين. فهذا السائل المعجزة فيه 200 مليون حيوان منوي، باللغة العامية 200 مليون آدمي صغير في القذفة الواحدة على الأقل. أي أن الرجل الواحد يملك إمكانيات نظرية أو أنه حر المصير في تعمير قارة مثل أوروبا وقارتين مثل إفريقيا من قذفة واحدة لو فرضنا أن البشر أُبيدوا من على سطح الأرض بكارثة ذرية مثلاً. وهناك من يملك القذفة الواحدة لغاية 500 مليون. إذن الرجل ابن آدم أُودع بين جنبيه إمكانيات تمكنه من الناحية الدفترية أو الحسابية أن يعيد تعمير سطح الكرة الأرضية كلها ربما في يوم أو على أكثر تقدير في أسبوع. 
صحيح أنه من ال200 مليون حيوان منوي أو دعنا نسميها لنكون أدق ( مليون مشروع آدمي تحت التحضير ) واحد فقط يصيب بويضة الأنثى ويكون آدمياً تكتب له الحياة في معظم الأحيان بعد تسعة شهور. ولكن هي أحد القيود الجبارة التي هي نوع من سيطرة الإله الأكبر على هذا المخلوق البشري ابن آدم حتى لا يطغى. ويبدو أن أساليب القمع والسيطرة هذه التي تختصر 200 مليون إلى واحد صحيح فقط مرتبطة بالعقل البشري ومرتبطة بضعف الإنسان على أن يهيئ لهذا العدد كله لو تواجد مجرد طريقة الحضانة أو التربية من رضاعة واطعام ولباس، ناهيك عن عن معرفة أشكالهم وتسميتهم وإنشاء عواطف أبوية معهم. ولكن من الناحية العلمية الإمكانيات لخلق 200 مليون آدمي من نطفة واحدة مودعة من الإله الأكبر في مخلوقه ابن آدم. ولدى الإله الأكبر الإمكانيات الأخرى التي تمكنه من تطوير كل حيوان منوي وحيد من ال200 مليون حيوان إلى مخلوق آدمي كامل كما يضع الإله في مخلوقات أخرى بواسطة التزريع وغيره من وسائل النمو والتكاثر النباتي والحيواني. 
هذه إمكانيات نطفة واحدة. وهذا هو ما ينبني على نطفة واحدة لو فرضنا أن الرجل منا يضع طوال حياته نطفة واحدة فقط. فما بالك وهو يستطيع أن يضع عدة نطفات في اليوم الواحد من الشقة الواحدة من العمر الطويل الذي يعيشه.
وكما أن إمكانيات السائل المنوي مذهلة فإن وسائل القمع والتحديد وضبط التناسل مذهلة أيضاً. فمن مليارات الحيونات المنوية التي تصل إلى الأنثى بعد عدة نطفات، واحد فقط يصل إلى البويضة. والباقي يتزاحم فيُعيق تحرك البطئ منها ويُخنق الضعيف منها ويُقتل الغير متكون تمام التكوين حتى لا يصل إلى البويضة إلا حيواناً واحداُ مفروض حسب علمنا المحدود أنه كامل التكوين وكامل الحركة. حينئذ تتم عملية التزاوج مع هذه البويضة الوحيدة التي لا تهل إلا مرة واحدة كل شهر قمري، مرتبطة بالقمر ومرتبطة أيضاً بالعقل المحدود، فإذا أصابها الحيوان كفت عن استقبال حيونات جديدة من مليارات المليارات التي كان ممكناً أن تنتج للرجل عوالم كاملة. تكف عن الإستقبال تسعة أشهر كاملة ثم سنتين للرضاعى في أغلب الأحيان. هذه كلها وسائل القمع والدفاع ضد مليارات الرجل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق