السبت، 17 أكتوبر 2015

الرأي التقليديى في طبيب النفس

فكرة رؤية طبيب الأمراض العقلية تريع وتفزع، يتمرد الشعور فتقول: "لا ولا لست بالمختبل ولا بالذي أصابه مس" وتثور ان اقترح الفكرة من تربطك به صلة القربى، تثور ثورة غضب منقوع بحس العار ولكأنه عابك وحط بك إلى الدرك من علو، وتقول أنا مجنون.

وإذا كان ذلك المتجرئ طبيباً فستحقد عليه أو تعتب إن لم تحقد، ومع ذلك فأنت في خلوة تجمع الأرقام وتنضد الحروف وتصل إلى النتيجة " أنا مريض أجل مريض" وتخاف من المرض العضال وتخاف من الدوام والإزمان، وشعور الخوف هذا مستمد لا شعورياً مما قرأت عنه وسمعت، تجد العائلة لا تكترث ولا تحفل، لقد ارتفع بمضيك عن كاهلها عبئ وزحت تحته زمناً، ولكن أبشر فالمعاملة تناقضت مع المعاملة والعلاج أضحى أملاً في غد مشرق ورجاء في عقل يستعيد حكمته. 
وتعلم المريض وتعلم الطبيب على حد سواء أن مرض الرأس كمرض البدن يحتاج إلى علاج، وعناصر العلاج كثيرة، وطرقه وفيرة إذا كانت السرعة فب تطبيقه مأخوذ بها. والأطباء المتخصصون لديهم عيادات، والمريض لا يضطر إلى دخول المشفى، فهو ليس المرض المجنون، هو مريض تآلبت عليه الهموم وأشجان أثرت في عقله ورسمت له الحياة رسوماً لا تمت إلى حقيقة الحياة بسبب، فشذ الرجل وتصرف بتخبط وغدا لا متمركزاً أو انحرف عن النمط السوي السلوك أو أظهر من الأنماط ما هو غير مألوف. ويكون شذوذه في الواقع بعيداً عن نقطة اللاعودة وبالتالي لا يعتبر علامة على وجود الخلل أو الإضطراب العقلي المفرط. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق