الخميس، 15 أكتوبر 2015

التظاهر ... مرض يسفك بالنفس ويدمر الشخصية

مرض التظاهر، مرض يشكو منه الناس ولكنهم لا يقاومونه، إنه مرض من الأمراض التي تحرق الطاقة. والتظاهر على أنواع، ولكنتف بالتظاهر الظاهر من هذه الأنواع، فهو الخسارة المحققة يتكبدها المتظاهر في تكلفه ويتجشم المشقة، إنه يفكر ويفكر وبذلك يحرق الطاقة الثمينة بلا مبرر وبلا مسوغ. وماذا يجني ؟؟ لا شئ.


يحاول أن يُفهم الآخرين أنه غير ما هو، يريد أن يثير الإعجاب فيصفق له الناس. هو يُخدع، وهم يخدعون مجاراة أو مجاملة. إنه عذاب يُبتلى به لأنه يأخذ نفسه بالعنت، يقهرها ويأمرها أن تتلون طمعاً في تقدير زائف، وما النهاية إلا فضيحة لأنه سينكشف وتضيع فرصه إبان انهماكه في التظاهر ويخسر المال والوقت ويكون التظاهر دور تهريج. 
طاقة ثمينة أحرقها على عتبة مظهر يريد أن يمليه !
يريد أن يقولوا: هذا سيد !
يريد أن يقولوا: هذا ينطق بالدرر ! 
يريد أن يقولوا: هذا يجئ بالعظائم !
ولكنه غافل عن حقيقة ما يقولون ويظن الناس أغبياء لا يرون، يجهل أو يتجاهل أن تظاهره طعنات خنجر في سويدائه وتقبيح فاحش لأفعاله. في الحقيقة إن التجاهل أمره كريه، ونتيجته رديئة، ومن المحال أن يتوصل انسان إلى اقناع الناس متى تكلف ما ليس فيه، وهو شبح يحاول أن يتجسد لتحقيق مأرب فلا يحقق شيئاً ويبقى شبحاً.
يرهق الرجل نفسه بالتظاهر فيحرق طاقته في سعيه الباطل إلى نيل الثناء وتحقيق الأهمية، ولا يعلم أن الثناء يكال للمحسن في عمل وللقائم بأمور تستحق الثناء فعلاً لا للمتظاهر الذي يتبجح. والرجل الذي يعمل ويحسن وينجح لا يكون مستهدفاً الثناء والإطراء، وما من رجل كبير عرفناه أو قرأنا عنه إلا ورأينا أنه يكره المديح والملق لأنه واثق بنفسه معتد بمقدرته. أما المتظاهر فهو السخيف ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق