الجمعة، 2 أكتوبر 2015

ملح الطعام أكبر خطر يتربص على مائدة طعامك

قاتل عنيد، هادئ وصامت لا يتعجل أموره، يعمل بصبر وأناة لسنوات ثم ينقض فجأة بضربته القاضية على فريسته ليقضي عليها، هذا الاتهام وجهه إلى ملح الطعام "كريج كلابيورن" أحد كبار خبراء التغذية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وتجتاح أوروبا وأمريكا في الفترة الأخيرة حملات ضد مضار ملح الطعام حتى إن إحدى الحملات طالبت الحكومة الأمريكية بإصدار قانون يحتم وضع تحذير ينبه إلى أنه ثبت علمياً أن الملح يضر بالصحة وذلك على علب الملح وعلى معلبات السردين والتونة والمخللات وغيرها من المعلبات التي تحوي نسبة عالية من الملح. وفي أسواق أوروبا ظهرت مجموعة من الكتب كلها تشير إلى أضرار ملح الطعام منها "الطبخ بلا ذرة ملح"، و" قف وامتنع عن الملح" و"تغلب على نزوة الملح".
لماذا تشتد الحملات ضد استخدام الملح؟ ما هي النسبة التي يحتاجها الانسان العادي من ملح الطعام يويماً؟ وأي أنواع الملح أشد خطورة الملح الطازج أم الملح المخلوط بمواد الحفظ الكيماوية التي تستخدم بالمعلبات؟ هل هناك علاقة بين استخدام الملح وزيادة الوزن؟ كل هذه الأسئلة سنجيب عليها بإذن الله.

في البداية نقول أن ملح الطعام أُدرج على لائحة الأطعمة التي تضر بالصحة العامة وذلك بالولايات المتحدة الأمريكية منذ حوالي عشرين سنة وفي عام 1970 وجهت السلطات الصحية الأمريكية العديد من الاتهامات إلى الملح وقد ثبت أن الملح أحد أسباب ارتفاع ضغط الدم وأن الإفراط في استخدامه يؤدي في النهاية إلى أمراض القلب وتصلب الشرايين والفشل الكلوي، إلى آخره من الأمراض الناتجة عن اختلال الدورة الدموية. 

أهمية الملح في حياتنا اليومية: 

كحقيقة علمية فإن الشخص العادي لا يمكنه الاستغناء عن الملح نهائياً لأنه يحتوي على عنصرين ذوي أهمية خاصة في غذاء الإنسان وهما الصوديوم والكلور، لذلك فوجود ملح الطعام في الغذاء يعتبر أساسيا وضروريا وإذا انخفضت كميته في الطعام عن الكمية المطلوبة فإن هذا يتسبب في حدوث خلل بالجسم. 
أما عن الكمية الملطوبة يوميا للشخص العادي البالغ حوالي 5 غرامات. وهناك خلاف بين خبراء التغذية حول أي أنواع الملح أشد خطورة هل الملح العادي أم المخلوط بمواد الحفظ الكيماوية التي تستخدم في المعلبات. ويرى بعض الخبراء أن الملح الطازج خطره يبلغ 10% والتسعون في المائة الباقية تكمن في الأطعمة المحفوظة. وترى كارول ستولار مديرة مركز التغذية بجامعة بوسطن أن الخطر الأكبر يأتيه من الأطعمة المعلبة التي تُعالج عادة بكميات كبيرة من الملح للمحافظة على طعمها أطول مدة ممكنة. أما عن علاقة الملح بزيادة الوزن فقد أصدر " كريج كلاريبورن" كتاباً يضم وصفات خاصة للطعام بدون ملح وأكد في كتابه أن الملح يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في الإصابة بالبدانة المفرطة ويقول كلاريبورن: اعرف بشكل أكيد أنك يمكن أن تخفف وزنك بمجرد تخفيفك من تناول ملح الطعام، وبسؤال د. حسنين السمري أخصائي علاج السمنة عن علاقة الملح بزيادة الوزن أجاب ( إنني أؤكد هذا الرأي منذ أكثر من 25 عاماً وأول ما أطلبه هو تحديد كمية السوائل التي يتناولها الإنسان يومياً بخمسة أكواب بشرط عدم تناول الأطعمة المعطشة مثل المشهيات التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح التي يتناولها الشخص والتي تؤدي إلى العطش وبالتالي تناول كميات من السوائل التي يُحتجز جزء كبير منها داخل الجسم بحيث يزداد الوزن تدريجياً كلما استمر الشخص في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح. ونحن لا نذكر أهمية تناول الملح بالكمية المعتدلة لأن خلايا الجسم بها كهرباء والأملاح هي التي تولد هذه الكهرباء فإذا أنقصت هذه الأملاح عن الحد المطلوب يحدث خلل في الجسم مثلما يحدث خلل لبطارية العربة عندما ينقص منها الملح. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق